قصــة (( الأم ذات العين العـوراء .. و ابنها العاق )) "قصة واقعيــــة راااااااااائعة"
كانت هناك أم رُزقت بـابن واحد ،،
سهرت على تربيته أحسن تربية و تعليمه أحسن تعليم ،،فعملت كـ"طباخة" في احدى المدارس ؛ لتوفر قـوت عيش لها و لابنها ،،
اللذان عانيا من فقدان رب البيت الذي توفي ،،
والمدرسة التي كانت تعمل بها الأم هي نفس المدرسة التي كان يدرس بها ابنها الصغير،،
الذي كان يُكِنُّ في قلبه كرهاً كبيراً لأمه !!! أتدرون لماذا ؟؟
لأنها كانت عوراء أي فقدت احدى عينيها ،،
فكان أصدقاؤه يعيرونه بأمه و يسبونه بها و يضحكون عليه! ،،
فتنامى بداخله كــــره كبيــــر و عميــــق لأمه !!!!!!،،
هذا الكره و هذا الحقد الذي كان يَكِنُّه الابن لأمه كـــــبر بكبر سنه ، و زاد مع تقدم شبابه،،
إلى أن أصبح شخصية مهمة في المجتمع ،، و أصبح أستاذا جامعيا يدرس للأجيال القادمة كل معاني الأخلاق و التربية النظامية !!!!،،
ثم قرر هذا الابن مغادرة بلاده و ترك أمه و الذهاب للعمل بـ"سنغافورة" كأستاذ باحدى الجامعات هناك...
وبعد بضع ســـــــــنوات من هجرة الابن و زوجته و أولاده الى "سنغافورة" للعمل هناك،،
.. يفــــــــاجأ.. "الابن" ذات يوم بسماع جرس الباب الذي قلّما سمعه بديار الغربة هناك بـ"سنغافورة"!! ،،
فهلع " ابنه الصغير" لفتح الباب ،،
فإذا به يعود مفزوعاً خائفاً من شدة ما رآه ، لكن أتدرون من وجد عند الباب ؟؟!!
إنها " الأم العوراء" أتت لكي تطمئن على ابنها الذي هجرها و نهرها بدون أي سبب وجيه ، سوى أنها كانت فاقدة لاحدى عينيها !!!
لكن سرعان ما تصرف ابنها الأستاذ الجامعي !!!،،
فسرعان ما صد في وجهها ، قائلا :
" ما الذي أتى بكِ إلى هنا ... لقد أفزعتي ابني الصغير ألا تستحيين من نفسك .. أغربي عن وجهى"!!!!!!!!!!!!..
(( هكذا كان استقبال الابن لأمه ،، التي كلفت نفسها عناء السفر و التنقل من أجل رؤية ابنها الذي هجرها ))!!!!!!!!!!!!.
و بعد ذلك الموقف الخبيث للابن مع أمه و بالتحديد بعد سنـــة كاملة ،،
وصلت للابن رســــــــالة من "المدرسة الابتدائية" التي كان يدرس بها ، والتي كانت تعمل بها أمه في وقت من الأوقات ؛ من أجل توفير العيش و مصاريف الدراسة للابن العاق..
هذه الرسالة مضمونها.. " دعـــــــوة لحضور حفل قدماء التلاميذ "..
فشد الابن "الأستاذ الجامعي" الرحال إلى موطنه الأصلي ؛ لكي يحضر هذا الحفل ،،
و هو يدرك أنه سيلتقي بـ"أمــه" هناك ،، ولكن...
بعد أن بلغ المكان المقصود و انتهت الحفلة ،، تيقن أن" أمه" لم تحضر لمراسيم هذه الحفلة،،
فلم يبالي بذلك الأمر!!!!!!!!!! ،
و بعد ذلك خطرت في بال الابن العاق فكرة الذهاب إلى الحي الذي كان يعيش فيه هو و أمه ،،
لا من أجل الاطمئنان على أمه و زيارتها ، بــل لاستعادة ذكريــات الصبا و إشباع فضوله فقط !!!،
فإذا بـ" أحد جيرانه القدامى" بالحي يفاجـئــــــــه بخبــــــــر لم يكن في الحسبان ،،
(( خبر وفــــــــــــــــــاة أمـه )) بعد أسبوع من عودتها من زيارتها له بسنغافورة ،،
فأعطى ذلك "الجار" رســـــــــالة خطيّـة كتبتها الأم بخطها لابنها ، و أمرت باعطائها له ،،
...فبدأ الابن الكاره لأمه يقرأ تلك الرســـالة :
" ابني العزيز ، عندما أتيت إلى سنغافورة كنت أُمَنّي النفس برؤيتك و ضمك إلى حضني ، لكنني تفاجأت بفزع ابنك حينما رآني بذلك المظهر الذي لا يسرك ، أعتذر منك يا بني على ذلك القلق الذي سببته لك .
كنت أريد أن أخبرك بشيء مهم يا ابني وقع معك أيام كنت صغيرا ، عندما كنت صغيراً يا بني طرأت لك حادثـة خطيرة تسببت لك في فقــــــدان احدى عينـيك ، فلما خفت عليك أن تكبر أعوراً و خفت عليك من استهزاء الناس و ضحكهم عليك ؛ وهبتك عينـــــــي التي كنت تنظر إليّ بها بنظرة الحقد و الكراهية ، منحتك عيني لأني أمك و أحبك و سأبقى أحبك يا بني ... أمك !!! " .